مازال اغلبنا ينظر إلى الصحة والسلامة المهنية على أنها كماليات، وإكمال متطلبات ومستندات لاجتياز عقبة الدفاع المدني والتوجه بعدها إلى البلدية لاكمال بقية المتطلبات، ولكن لم يصل مستوى الوعي حتى لدى المثقف والتعلم وحتى المتخصص في مجال السلامة، للمستوى المأمول، وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة بكافة مؤسساتها بهذا الصدد، ولذلك فالأمر يتطلب تحولها إلى نوع من الثقافة المجتمعية، وأصوات العقلاء في هذا المجال الذي يواجه صراعاً من أصحاب الأعمال، فتجد صاحب المبنى التجاري يتباطىء او يتحايل على النظام في تركيب أنظمة إطفاء الحريق، أو قد يركب النظام كاملاً ويتوقف عند شراء المضخة ذات التكلفة العالية.
في هذا الوقت، أصبحت المخاطر مثل الحريق مؤثرة بشكل مباشر على تشغيل منشآت الشركة وبالتالي توقف ارباحها مما يؤدي إلى هبوط قيمة الشركة السوقية على المدى القريب، الحرص على الصحة والسلامة لا يكون بتعيين موظفين او استحداث إدارات فحسب، بل يتعدى ذلك بأن تكون جزءً لا يتجزأ من ثقافة المنظمة وأساس يعلو كل أولوياتها Core Value.

